كيف تحصل على وظيفة في الجزائر ؟

مقدمة :
هذا الموضوع يحتوي على جملة من النصائح التحفيزية على شكل أسئلة و أجوبة تساعد الطالب الذي أنهى دراسته أو الشاب الذي لم يكمل دراسته أو الباحث عن عمل بصفة عامة على تحديد معالم الطريق في حياته و الانتباه لمرور الزمن و العمر دون استثمار ذلك الوقت.
قم بطرح هذه الأسئلة على نفسك :
أولا : المال هو عصب الحياة.
أما يجب أن يكون لدي مدخولا ماديا حلالا في هذه الحياة لأعيش به أم أنني أنتظر أن أصل الى مرحلة أن أتهرب من أصدقائي لأنني لا أستطيع أن أدفع لهم ثمن قهوة مثلما يفعلون هم دائما ؟

المال هو عصب الحياة، لأنه الوسيلة الوحيدة لاقتناء ضرورياتها، كما أنه هو المعيار الذي يقاس به تقدم الدول فهو إذا توفر تتحول الأحلام الى حقائق وإذا افتقد تتحول الى أوهام.
ففي مرحلة من المراحل خاصة عند نهاية الدراسة يصبح هذا السؤال جد ملح، فحتى عملية البحث عن العمل في بعض الأحيان تحتاج الى بعض المال والفرق بينا وبين الغربيين أن الشاب في الغرب يعي جيدا منذ الصغر أنه عندما يصل إلى سن الثامنة عشر يجب أن يتدبر أموره بنفسه فتجده يستعد لهذه السن منذ أن بدأ يعي الأمور.
و عندنا ربما تجد شخصا بلغ الخامسة والثلاثين ومازال تحت كفالة أبيه. إذن فيجب أن أحصل على المال ولكن بأية طريقة ؟
طرق الحصول على المال :
- العمل الحلال بما فيه الوظيفة أو العمل الحر.
- التجارة الحلال.
- الهبه من الله مثل الإرث و المسابقات الحلال.
ثانيا : الشهادة.
لدي شهادة و هي ثمرة سنوات طويلة من الدراسة و الجهد و يجب أن أحصل على وظيفة بإذن الله ؟

هل تعلم كم امضيت من وقت حتى تحصلت على الشهادة التي بين يديك ؟
على سبيل المثال للحصول على شهادة جامعية فعلى أقل تقدير طبعا إذا لم يكن هناك سنوات معادة يجب المرور بــ :
- 6 سنوات تعليم ابتدائي.
- 3 أو 4 سنوات تعليم متوسط.
- 3 سنوات تعليم ثانوي.
- 5 سنوات تعليم جامعي.
يعني 18 سنة من التعليم بكل آلامها وآمالها وأحلامها ومتاعبها ومشاقها وأمراضها ودموعها وإرهاقاتها وفجائعها ومواجعها وأفراحها وأحزانها، كذلك يعني 18 سنة من المصاريف سواء ما صُرف عليك من طرف الأهل أو الدولة أو ما استطعت توفيره بنفسك.
ثالثا : الحرفة.
لدي حرفة و أتقن فعل شيء في هذه الحياة و يجب أن أحصل على مهنة بإذن الله ؟

يعتقد البعض أن الوظيفة أكثر ربحا من الحرفة والحقيقة عكس ذلك تماما فصاحب الحرفة ليس فقط يتقاضى اضعاف ما يتقاضاه صاحب الوظيفة ولكنه لا يعدو من أن ينضوي تحت إحدى الحالتين :
- اذا كان حرفيا ويعمل تحت مسؤول آخر فإن هذا الأخير سيحاول الحفاظ عليه بإغرائه بمقابل جيد بحيث أن هذا الحرفي لن يبحث عن عمل في مكان آخر فنحن نشهد في واقعنا الكثير من الحالات التي يحاول فيها صاحب العمل الحفاظ على الحرفي الذي يعمل عنده بأي ثمن.
- إذا كان هو صاحب العمل فإنه يتمتع بالحرية من حيث أوقات العمل وأيامها وطرقة العمل و الصفقات التي يقوم بها بالإظافة أن كل المداخيل تعود إليه وحده.
رابعا : الوقت.
هل أنا معتقد جازما أن كل يوم يمضي بدون عمل هو بمثابة هدر للوقت و ضياع للعمر و استسلام لليأس و نسيان للكم الهائل من العلوم و المعلومات التي تحصلت عليها في حياتك؟

- هل تعلم قيمة الوقت التي تمر بدون عمل و تأثيرها النفسي و الاقتصادي و الصحي على الإنسان.
- هل تعلم أن نسبة تعرّض الشخص الذي تطول به المدة بدون عمل هي أكثر من نسبة تعرّض العامل للأمراض، و الدليل أنه ما إن يتقاعد الانسان ويقبع في البيت من دون أن يُشغل نفسه بشئ إلا وبدأته الأمراض و العلل.
- هل تعلم ان هناك وضائف وأعمال اذا فرّطت فيها في الحال يتعذر عليك القيام بها عندما تتقدم في السن.
رابعا : الوقت.
هل أنا على أتم الإستعداد في حالة ما إذا تحصلت على فرصة عمل أن أسافر و أعمل في أي مكان ؟
طبعا ستجيب بنعم، ولكن هذا السؤال في حقيقة الأمر يتطلب مصارحة حقيقية بينك وبين نفسك لأنه تتوقف عليه المواقف التي ستتخذها عند ظهور أي فرصة تتطلب منك إجابة سريعة.
ولذلك يجب أن تفرق بين ثلات موضوعات مختلفة :
- أنا أبحث عن عمل في منطقتي فقط ولست مستعدا للسفر للعمل في مكان آخر.
- أنا أبحث عن عمل في منطقتي فقط و إذا ظهرت فرصة بعيدة عن هذا الإطار فأنا مستعد للذهاب.
- أنا أبحث عن عمل في منطقتي و غيرها من المناطق و الفرصة التي تتحقق مستعد لها مهما كان نوعها.
لاحظ جيدا أن الإحتمال الثالث هو أوسع حظا من الثاني الذي هو بدوره أكثر حظا من الأول.
سادسا : نوع العمل.
هل أنا أدرك إدراكا تاما أنه لن يعمل كل الناس في المكاتب و لن يكون كل الناس أصحاب مصانع و أثرياء ؟
إذا تملكتك فكرة أنه : “يجب أن أعمل في مكتب” وحصرت تفكيرك ومجال بحثك في هذا النطاق فقط، فربما ستضل سنوات وأنت تبحث وفي الأخير سيُكلل بحثك بالفشل .
كما يجب أن تعلم أن الدول المتطورة أغلب الأعمال فيها هي ميدانية وحتى التي تكون في المكاتب فهي تمزج بين المكاتب و الميدان وأن زمن فرص العمل في المكاتب يكاد ينقرض حتى في الدول المتخلفة أو في طريق النمو.
سابعا : الكفاءة.
بالرغم من أنه لدي شهادة و لكن هل بيني و بين نفسي أحس بالنقص من الناحية العلمية و لا أتقن العديد من برامج الكومبيوتر و المهارات المطلوبة في العمل اليوم ؟
هذا السؤال الشخص الوحيد الكفيل بالإجابة عنه هو أنت :
ما لا تستطيع أن تخفيه هو أن التعليم في الجزائر و كل الدول العربية بصفة عامة هو تعليم نظري، يعني كم هائل من المعلومات النظرية يتلقاه الطالب في الجامعة أو أي مركز تكوين بطريقة في بعض الأحيان تميل إلى الحشو أكثر منها إلى التعليم، خالية من أكبر نسبة من التطبيق التي يجب أن تتوفر عليها و إليك بعض الأمثلة :
1 – في مجال الهندسة المعمارية.
بينما يتخرج طالب الهندسة المعمارية في الدول المتقدمة و هو يتقن مجموعة من برامج ثلاثية الأبعاد التي تعتمد عليها الهندسة المعمارية الحديثة ما زال الطالب في الجزائر إلى حين كتابة هذا المقال يعتمد على قلم الرصاص في هذا المجال.
2 – في مجال الإعلام الألي.
يدعي الطالب أنه يتوفر على شهادة مهندس دولة في الإعلام الألي و هو عاجز عن إنشاء موقع صغير إشهاري للمؤسسة التي قد يعمل فيها فما بالك إذا تحصل على عمل في مؤسسة كبيرة تطلب منه برنامجا لمعالجة قواعد البيانات لهذه المؤسسة.
وهناك العديد من الأمثلة التي توضح مدى نقص الشهادات التي يتحصل عليها الطالب في الجزائر، نقول هذا الكلام ليس للتعجير و إنما من أجل تحفيز الباحث عن عمل من أجل تطوير نفسه ذاتيا.
بعض النصائح في هذا المجال :
- هناك مدارس خاصة تقدم تكوينات لمدد محدودة في العديد من المجالات تستطيع أن تنخرط فيها لتطوير نفسك.
- هناك العديد من المدارس الخاصة و الهيئات التي تقدم تكوينات في اللغات تستفيد منها لتطوير مستواك اللغوي تساعدك في موضوع الهجرة مثلا إذا سدت كل الأبواب في الوطن.
المهم لا تركن إلى الجمود يجب أت تتحرك ففي الحركة بركة لا يعلمها إلا الذي جربها.
ثامنا : الوظيفة والعمل الحر.
هل أنا ممن يعتقدون أنه يجب أن أحصل على وظيفة من الدولة و أنا ضد العمل الحر لأنني أظن أنني لست مؤهلا له أم أنني مستعد لخوض التجربة ؟
إذا كنت تعتقد أنه يجب أن تتاح لك فرصة عمل فقط في الوظيف العمومي أو أي مؤسسة تابعة للدولة فيجب أن تتحمل مسؤولية الانتظار الذي قد يطول إلى سن التقاعد، ولذلك لا تحرم نفسك من التفكير في العمل الحر بكل جدية.
هذا المجال في الحقيقة يتطلب ثلاث شروط :
- الإمكانيات المادية.
- الإرادة.
- التحرر من عقدة الخوف من التجربة.
ويجب ان تتوفر هذه الشروط مجتمعة لأنه قد تتوفر إحداها دون الأخرى فتكون عائقا للتقدم إلى الأمام.
و في حالة ما إذا لم تتوفر هذه الشروط فمفتاح الحل هو البحث عن عمل في المؤسسات الخاصة التي تعمل في نفس النشاط الذي ترغب أن تعمل فيه في المستقبل كعمل حر فهذا يساعدك على إكتساب الخبرة فيه و النظر إلى أسرار و خفايا هذا النشاط، جاعلا نصب عينيك أن العمل الحر هو أساس المصانع الكبرى العالمية التي تشاهدها في مختلف أرجاء المعمورة.
ثامنا : الوظيفة والعمل الحر.
هل أنا أسعى جديا من أجل العمل أم أنني أنتظر فقط للفرص كي تصادفني ؟
- أين أقضي وقتي في الصباح و المساء و ليلا أم أنني مازلت أستيقظ منتصف النهار و أنتظر فرص العمل لتأتي إلي ؟
- كم ادخل من موقع أنترنت للوظائف يوميا أم أنني مشغول بالفايس بوك و تداول الصور و التعليقات بين الأصدقاء ؟
- كم أطلع على إعلان للتوظيف في الجرائد يوميا ؟
- كم أبعث من سيرة ذاتية عندما أقرأ الإعلانات يوميا أو أسبوعيا أو شهريا ؟
- بعد كل هذه الأسئلة التي طرحتها على نفسي هل الإجابة عليها بكل صدق أصابتني بالإحباط أم الإصرار و العزيمة على التغيير ؟
طبعا العديد ممن سيقرأ هذا الموضوع سيقول أن الشخص كي يتحصل على عمل يجب عليه أن يعرف شخصا “واسطة أو معريفة” كافية لتعوض كل هذه الأشياء ولكن يجب أن تسأل نفسك أخي الكريم وإذا لم تجد هذا الشخص ماذا ستفعل ستستسلم إلى اليأس، لا !! يجب أن تعرف أنك مطالب بتقديم الأسباب و البقية على الله سبحانه و تعالى والله ولي التوفيق.